كتائب القذافي تختطف المدون الليبي جاد الصاري!

المدون الليبي عبد الرزاق الدوكالي الصاري (جاد الصاري)

عبد الرزاق الدوكالي الصاري أو (جاد الصاري Jad Assary) كما عرفناه على صفحات المنتديات والمدونات الليبية، شاب من مدينة زليتن، مطور لتطبيقات الإنترنت وصاحب مدونة (جاد 365 يوم) .

عبد الرزاق – أو لنقل جاد – من أوائل المدونين الليبيين، تصادف أن التقيت معه أكثر من مرة في مناسبات مختلفة، وتناقشنا حينها في أمور كثيرة (كالتدوين والبرامج مفتوحة المصدر والرياضة وو) وكان انطباعي عنه – كما باقي الأصدقاء – أنه شاب يمتلئ حماسةً ~ يحب التقنية ~ ولديه العديد من الأفكار والمشاريع المبتكرة والواعدة .
قدم جاد العديد من الأفكار المميزة بدأت بموقع مُبهر (كان مشروعاً طموحاً لتقديم حزمة من الخدمات المتنوعة والرائدة – عربياً – في ذلك الوقت) ثم مشروع (أفكار) لتصميم واستضافة مواقع الانترنت .. وموقع دزلي (لتقصير روابط مواقع الانترنت) .. وهو أحد مؤسسي برنامج (شباب صوت وصورة) الذي يبث عبر الانترنت .

مشروع دزلي لتقصير الروابط

دزلي: موقع عربي جديد لتصغير الروابط (عالم التقنية)

اعتدنا على تلميحاته الذكية في مدونته الشخصية .. فهو تارة يقدم اقتراحاً لاستغلال كميات المياه الكبيرة التي تستهلك أثناء الوضوء في المساجد .. وتارة أخرى يفاجئنا بمسابقة (لأننا نهتم) التي تحاول تحفيز المدونين الليبيين والمهتمين بالكتابة والنشر عموماً بتخصيص جوائز ثمينة (نطاق وطني .ly – مساحة خاصة بمواصفات قياسية للمدونين – نظام تدوين جاهز – تصميم وتطوير نظام التدوين بما يتماشي مع رغبة الفائز) وشروط المسابقة تقتصر على ارسال اسمك وبريدك الالكتروني ولمحة من أفكارك أو فقط رابطاً لمدونتك إذا كنت تملك واحدة على بلوجر أو ووردبرس .. إلخ .

وحين اندلعت أحداث 17 فبراير كان جاد من المتحمسين لها .. وعلى عكس كثيرين ممن فضلوا الصمت (خوفاً) أو التطبيل (نفاقاً) بنشر الأغاني التي تمجد النظام الذي حول ليبيا إلى جنة (في تويتر وفيسبوك)! وترديد مقولات جوفاء على غرار أن الثورة في ليبيا سببها مؤامرة خارجية لزعزعة استقرار البلد! .. وأن ثمة أطماع في النفط الليبي (بلا بلا بلا) كان جاد وقتها يتصل بقنوات الأخبار العالمية (كفرانس 24 وغيرها) محاولاً إيصال صوت ومعاناة الليبيين الشرفاء إلى العالم .

Twitter: @Jad assary
من سيموت لاجله…واضح ماذا سيكون مصيره…لاوجود حتى لمراهم الحروق في جهنم…والمشكك عليه ان يطالع فتوى الشيخ الصادق الغرياني.
28Feb

Facebook:  jadassary
للمرة الثالثة منذ 17 فبراير التي يختنق القلب حزن بما لاقاه الشعب, في حين ان قناة الشهب تهز الوسط وتبوس الواوا

02 مارس

ثم قرر أخيراً مغادرة طرابلس والالتحاق بثوار زليتن، وهناك تعرض لإصابة في رجله أثناء اقتحام كتائب القذافي لمنطقتي الجنانات والبازة معقل الثوار في مدينة زليتن، مما اضطر رفاقه لنقله إلى مستشفى زليتن الذي كان تحت سيطرة الكتائب، فمكث أياماً في حجرة العناية المركزة (ثمة من قال أنه كان فاقداً للوعي حينها) حتى تمكن الثوار من دخول مدينة زليتن وتحريرها يوم الأربعاء 17 أغسطس .. وفي تلك الأثناء قامت فلول كتائب القذافي المنسحبة من المدينة بقتل مجموعة من الجرحى الموجودين بالمستشفي وقامت بنقل البقية إلى جهة مجهولة (كان من ضمنهم صديقنا عبد الرزاق) .

وحتى الآن لم نسمع أخباراً مؤكدة عن حالة عبد الرزاق الصاري منذ تم اختطافه، فثمة من يقول إنه ضمن جرحي زليتن الذين تم نقلهم لمستشفيات مصراته، لكنني لم أعثر على اسمه بين قوائم المتواجدين في مجمع العيادات بالمدينة، وثمة من خمن أنه كان ضمن المجموعة التي نُقلت لمعسكر اليرموك في طرابلس وجرى قتل عدد كبير منها بطريقة وحشية على أيدي أوغاد القذافي، دون وجود تأكيدات لهذا الخبر أو ذاك .

نسأل الله أن يحقن دماء شبابنا وأن يعود عبد الرزاق الصاري وباقي رفاقه سالمين إلى أهلهم وذويهم .. وعاشت ليبيا حرة أبية .